السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
تعالو إخوتي لنشهد بعض ما مر به رسول الله وصحابته
في سبيل إتمام دعوته صلى الله عليه وسلم لنعلم كيف عانو حتى وصلنا ديننا كما وصل
( مصدر ما ورد في الموضوع من أحاديث وقصص موقع إسلام ويب )
لنرى ما فعل بعثمان بن عفان رضي الله عنه فقد كان عمه يلفه في حصير من ورق النخيل ثم يدخنه من تحته ، وما فعلت أم مصعب بن عمير حين علمت بإسلامه فمنعته الطعام والشراب وأخرجته من بيته ، وكان من أنعم الناس عيشًا ، فتقشر جلده تقشر الحية .
وكان صهيب بن سنان رضي الله عنه يُعذَّب حتى يفقد وعيه ولا يدرى ما يقول ، وكان أمية بن خلف يضع الحبل في عنق بلال رضي
الله عنه ، ثم يسلمه إلى الصبيان يطوفون به في جبال مكة ويجرونه حتى يؤثر
الحبل في عنقه ، وكان يخرجه في حر الظهيرة فيطرحه على ظهره في الرمضاء في
بطحاء مكة ، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره ، ثم يقول : لا
والله لا تـزال هكـذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى ، فيقول
وهو في ذلك : أحد أحد ، ويقـول : لو أعلم كلمة هي أغيظ لكم منها
لقلتها .
وعذب عمار بن ياسر رضي الله عنه بالحر تارة ، وبوضع الصخر الأحمر على صدره أخرى ، وبغطه في الماء حتى يفقد وعيه تارة .
وعذب خباب بن الأرت
- رضي الله عنه- بالنار فكانت مولاته تأتى بالحديدة المحماة فتجعلها على
ظهره أو رأسه ، ليكفر بمحمد - صلى الله عليه وسلم- ، وكان المشركون يلوون
عنقه ويجذبون شعره ، وقد ألقوه على النار ثم سحبوه عليها فما أطفأها إلا
شحم ظهره
حتى أن نبيك صلى الله عليه وسلم لم ييسلم من إيذائهم له
ومن صور الأذى التي تعرض لها النبي - صلى الله عليه وسلم- ما ثبت عن عبد الله بن مسعود رضي
الله عنه قال : بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قائم يصلي عند
الكعبة ، وجمع من قريش في مجالسهم ، إذ قال قائل منهم : ألا تنظرون إلى
هذا المرائي؟ أيكم يقوم إلى جزور آل فلان ، فيعمد إلى فرثها ودمها وسلاها
، فيجيء به ، ثم يمهله ، حتى إذا سجد وضعه بين كتفيه ؟ فانبعث أشقاهم –
وهو عقبة بن أبي معيط - فلما سجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وضعه
بين كتفيه ، وثبت النبي - صلى الله عليه وسلم- ساجدًا ، فضحكوا حتى مال
بعضهم إلى بعض من الضحك ، فانطلق منطلق إلى فاطمة - وهي جويرية -، فأقبلت
تسعى ، والنبي - صلى الله عليه وسلم- ساجدٌ ، حتى ألقته عنه ، وأقبلت
عليهم تسبهم ، فلما قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- صلاته ، قال : (
اللهم عليك بقريش ، اللهم عليك بقريش ، اللهم عليك بقريش ، ثم سمى : اللهم
عليك بعمرو بن هشام ، وعتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، والوليد بن عتبة
، وأمية بن خلف ، وعقبة بن أبي معيط ، وعمارة بن الوليد ) ، يقول ابن مسعود : " فوالله لقد رأيتهم صرعى يوم بدر
وحينما ذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف
بدأ
صلى الله عليه وسلم بسادات القوم الذين ينتهي إليهم الأمر، فكلمهم عن
الإسلام ودعاهم إلى الله، فردوا عليه رداً قاسياً، وقالوا له: اخرج من
بلادنا، ولم يكتفوا بهذا الأمر، بل أغروا به سفهاءهم وعبيدهم فتبعوه
يسبونه ويصيحون به ويرمونه بالحجارة، فأصيب عليه الصلاة السلام في قدميه
حتى سالت منها الدماء، وأصاب النبي صلى الله عليه وسلم من الهم والحزن
والتعب ما جعله يسقط على وجهه الشريف .
واستمر
أهل الطائف في إيذائه صلى الله عليه وسلم حتى اضطروه إلى بستان لعتبة
وشيبة ابني ربيعة من سادات أهل الطائف، فجلس في ظل شجرة يلتمس الراحة
والأمن، ثم دعا الله سبحانه وتعالى قائلا: اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ،
وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين ،
وأنت ربى ، إلى من تكلني ، إلى بعيد يتجهمني ؟ أو إلى عدو ملكته أمري ، إن
لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك
الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن يحل علي غضبك
، أو أن ينزل بي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك .
حتى النبي صلى الله عليه وسلم تعرض لمثل هذا الإيذاء حتى يتم أمر هذا الدين !
فقف أخي مع نفسك لحظة وانظر ما تعرض له نبيك وصحابته الكرام في سبيل إتمام الدعوة
وانظر كيف تمسكوا هم بدينهم ولم ينأوا عنه
وكيف قصرنا نحن فيه رغم أمننا ورغد عيشنا !