ثرحديث الكثير من الناس في هذه الأيام عن الرزق ..
وإنك لتتعجب وتتساءل: هل فهم المسلمون وتعلموا التوكل الصحيح على الله؟
وهل تعلموا بأي سلاح سيواجهون حدوث أي خلل يحدث في منظومتهم المالية أوالإقتصادية؟
في الغرب إذا فقد الناس ثرواتهم أو وظائفهم فجأة فإنهم قد ينتحرون أو يصابون باكتئاب، وتضيق بهم الدنيا وتخنقهم الأيام ويصابون برعب وهلع لانهم لا يفقهون قوله تعالى :
"ومن يتق الله يجعل له مخرجًا و يرزقه من حيث لا يحتسب".
هذه الآية لاتخفى على كثيرٍ من المسلمين ولكن من الذي وقف عند قوله تعالى : ويرزقه من حيث لا يحتسب ؟؟
إن الله عز وجل طلب منا شيئًا واحدًا فقط ألا وهو التقوى؛ فالمطلوب منك يا أخي هو التقوى، أما المخرج من الأزمات والخوف على الرزق
فعقلك قاصر وعلمك لاشيء عند علم الله تعالى.
لهذا فإنا نقول للخائفين من المسقبل ..
وإلى الخائفين على الثروات والعقارات والإستثمارت والوظائف..
وإلى الخائفين من الخريجين والخريجات هل وأين سيعملون في المسقبل؟
وإلى الخائفين من الشباب الذين يرون بعض الموظفين يسرحون من وظائفهم فيتساءلون بخوف وقلق: كيف ومتى واين سيتوظفون ؟
نقول لهم: إن الله سيجعل لكم من أمركم يسرًا ولكن بشرط أساسي ألا وهو تقوى الله.
فاشتغلوا بما أمركم الله به وهو التقوى وابتعدوا عما لا طاقة لكم به.
إن الله تعالى وعد بالمخرج ووعد بالتيسير ووعد بالرزق فوعده حق وقوله صدق؛ قال تعالى:
"وأَلَّوِ استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقا". وقال تعالى: "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض". فأنت إذا اتقيت يفتح الله لك أبوابًا من الرزق لا تهتدي إليها ولا تعرفها
ولكن أين الإيمان وأين التقوى؟
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة. ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرَّق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له" حديث صحيح رواه الترمذي
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
يقول الله سبحانه: " يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك
وإن لم تفعل ملأت صدرك شغلا ولم أسد فقرك" حديث صحيح رواه ابن ماجه
وفي الحديث الذي صححه الألباني في صحيح الجامع عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"إن روح القدس نفث في روعي، أن نفسًا لن تموت حتى تستكمل أجلها
وتستوعب رزقها، فاتقوا الله، وأجملوا في الطلب، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله ، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته" حديث صحيح
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"لوأنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتروح بطانًا " حديث صحيح رواه ابن ماجه
نسأل الله أن يرزقنا واياكم التوكل الصحيح عليه وأن يفتح علينا وعليكم واسع ابواب رزقه .. اللهم آمين
(منقول)
لاشك أن ماورد هنا لا يعني ألا نأخذ بأسباب القوة التي تؤدي إلى تبوأ الإنسان المكانة اللائقة بعلمه ومجهوده؛ ولكن يستفاد من المقال السابق أن نأخذ بأسباب العلم والعمل، وأن يكون رفيقنا وقائدنا لطلب الرزق الحلال تقوى الله والتوكل الصحيح الذي يكون مقترنًا بالاخذ بأسباب القوة.