الحمد لله أعطي كل شئ خلقه ثم هدي
، لم يتخذ صاحبة ولم يكن له ولدا ، وأبي سبحانه أن يشرك به في عبادته أحدا .
وأشهد أن لا اله الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، خير من دعا الي عبادة الله عز وجل .
وبعد :
فلازلنا مع هذا الموضوع الهام في حياة كل مسلم ، وهو موضوع العقيدة ، عقيدة
التوحيد التي بعث الله بها الرسل ، وأنزل بها الكتب ، ولأجلها كانت الجنة والنار .
فالتوحيد هو الركن الأول من أركان هذا الدين ، بل هو الركن الأساسي في هذا
الدين ، حيث أنه الموجب لما بعده من أعمال من صلاة وزكاة وصوم ، وبه يدخل الكافر
في عبادة ربه ، وبدونه لا تصح عبادة أحد .
قال صلي الله عليه وسلم ( بني الاسلام علي خمس : شهادة أن لا اله الا الله
، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت
من استطاع اليه سبيلا ).
فأوضح صلي الله عليه وسلم أنه الركن الأول من هذا الدين ، بل إن الكافر لا
يدخل في هذا الدين إلا إذا شهد انه لا إله إلا
الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، ولذلك عندما حضرت الوفاة أبي طالب عم النبي
، كان الرسول يقول له : قل لا اله الا الله أحاجج بها عند ربي عنك .
والتوحيد هو الغاية من خلق جميع الخلائق ، كما قال تعالي ( وما خلقت الجن
والإنس إلا ليعبدون ).
وهو الحق الذي أوجبه الله علي عباده .
عن سيدنا معاذ بن جبل قال : ( كنت رديف النبي علي حمار ، فقال يا معاذ
أتدري ماحق الله علي العباد ، وما حق العباد علي الله ، قلت الله ورسوله أعلم .قال
: أما حق الله علي العباد أن يعبدوه ولا يشركو به ، وأما حق العباد علي الله ألا
يعذب من لا يشرك به ) صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم.
فهو حق فرضه الله علي عباده ، بل هو الحق الذي خلق الله له عباده .
أما حق العباد علي الله أن لا يعذب من أدي هذا الحق علي أكمل وجه ، مع
العلم أن هذا الحق ليس حقا في مقابل حق ، أي أنه اذا كان عبادة الله حق واجب ، فإن
النجاة من العذاب – نجانا الله واياكم – ليس حقا مفروضا علي الله ، لأنه لا أحد
يدخل الجنة بعمله إلا أن يتغمده الله برحمته .
وتأمل جيدا قول النبي صلي الله عليه وسلم ( أن يعبدوه ولا يشركو به شيئا )
وسل نفسك : لماذا لم يقل ( ليعبدوه ) وسكت ، لماذا قال ( ولا يشركو به شيئا )؟؟
لقد أراد النبي صلي الله عليه وسلم أن يوضح معني لا إله إلا الله بهذه
الكلمات البسيطة ، فقال ( أن يعبدوه ولا يشركو به شيئا ) ليدل علي أن التوحيد لا
يكون إلا إذا كان خاصا لوجه الله دون إشراك غيره معه ، فالتوحيد لا يكون خالصا الا
إذا كان طاهر من الشرك ، لأن الله لا يقبل أن يشرك أحد في عبادته احدا معه ، ولا
يحق أن يشرك أحد مع الله أحد في عبادته .
قال تعالي ( وما أمروا إلا ليعبدو الله مخلصين له الدين حنفاء ) وقال تعالي
( واعبدو الله ولا تشركو به شيئا )
وقال صلي الله عليه وسلم ( من شهد انه لا اله الله ، وأن محمدا عبده ورسوله
، وأن عيسي عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها الي مريم وروح منه ، كان علي الله ان
يدخله الجنة علي ماكان عليه من العمل )
وتأمل جيدا قوله ( علي ماكان عليه من العمل )
ليوضح أن التوحيد شيئا أساسيا ، واجب الإتباع ، لا يمكن التهاون فيه بأي
حال من الأحوال ، أما ما بعده من العمل فقد يغفر الله التقصير فيه برحمته .
وللتوضيح أكثر تأمل قوله تعالي ( إن
الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ) فالشرك – عكس التوحيد – هو الشئ
الذي لا يغفر إذا لم يتب الانسان منه في حياته ، وما سواه قد يغفر .
وتامل أيضا ( ولقد أوحي إليك وإلي الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك
ولتكونن من الخاسرين . بل الله فاعبد )
فبين أن الأعمال التي قد يفعلها الإنسان كلها تضيع هباءا منثورا إذا لم
يخلص الانسان توحيده لله .
ومن هنا يمكن أن ننجز ما نقول :
( إن التوحيد هو الغاية من خلق الخلائق كلها ، وهو الركن الأول والأساسي في
هذا الدين ، فلا يصح عمل إلا بإخلاص التوحيد لله ، وكل عمل فيه شرك فهو عمل باطل
مردود علي صاحبه )
وبعد هذا :
أعلمت أخي الكريم اهمية أن تعرف الشئ الذي افترضه الله عليك ؟؟؟؟؟
وللحديث بقية ان شاء الله .