كثيرا
ما كنا نقرأ عن سيرة الحبيب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المجال
التربوي أو الإيماني أو السياسي أو العسكري أو الاقتصادي... ولكن قليلا ما
كتب أو نشر عن سيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بيته وطبيعة علاقته
مع نسائه. إن
المدقق في مجال العلاقات الأسرية لحياة الحبيب محمد ـ صلى الله عليه وسلم
ـ يجد أن هناك معاني كثيرة نحن بأمس الحاجة لها في واقعنا المعاصر، ولو
عملنا بها لساهمت في استقرار بيوتنا وتقوية علاقتنا الزوجية, ونضرب بعض
الأمثلة في هذا المقال عن احترام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمشاعر
الزوجة وتقديرها وبيان حبه لزوجاته.
الاولى
التلطف والدلال مع زوجاته
من
صور الملاطفة والدلال نداء الزوجة بأحب الأسماء إليها أو بتصغير اسمها
للتلميح أو ترخيمه يعني تسهيله وتليينه، فقد كان صلى الله عليه وسلم يقول
لـ[عائشة] : (( يا عائش ، هذا جبريل يقرئك السلام . فقلت : وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ، ترى ما لا أرى . تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم ))
.
- الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2447
والحديث متفق عليه.
وكان يقول لعائشة أيضا: يا حميراء
والحميراء
تصغير حمراء يراد بها البيضاء كما قال ذلك [ابن كثير] في النهاية وقال
[الذهبي]: الحمراء في لسان أهل الحجاز البيضاء بحمرة وهذا نادر فيهم .
إذاً فقد كان صلى الله عليه وسلم يلاطف عائشة ويناديها بتلك الأسماء مصغرة مرخمة .
وأخرج [مسلم] من حديث عائشة في الصيام قالت "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل إحدى نسائه وهو صائم ثم تضحك رضي الله تعالى عنها"
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1106
ومن صور المداعبة والملاطفة أيضا إطعام الطعام فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "جاء
النبي صلى الله عليه وسلم يعودني وأنا بمكة ، وهو يكره أن يموت بالأرض
التي هاجر منها ، قال : ( يرحم الله ابن عفراء ) . قلت : يا رسول الله ،
أوصي بمالي كله ؟ قال : ( لا ) . قلت : فالشطر ؟ قال : ( لا ) . قلت :
الثلث ؟ قال : ( فالثلث والثلث كثير ، إنك إن تدع ورثتك أغنياء ، خير من
أن تدعهم عالة يتكففون الناس في أيديهم ، وإنك مهما أنفقت من نفقة فإنها
صدقة ، حتى اللقمة التي ترفعها إلى في امرأتك ، وعسى الله أن يرفعك ،
فينتفع بك ناس ويضر بك آخرون ) . ولم يكن له يومئذ إلا ابنة "
الراوي: سعد بن أبي وقاص - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2742
حتى
اللقمة التي ترفعها بيدك إلى فم امرأتك هي صدقة ليست فقط كسباً للقلب
وليست فقط حسن تعاون مع الزوجة بل هي صدقة تؤجر بها من الله عز وجل .
اسالكم الدعاء