قصة رائعة
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ
ﺍﻟﻄﻮﺍﻑ ، ﺇﺫ ﺳﻤﻊ ﺃﻋﺮﺍﺑﻴﺎً
ﻳﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﻛﺮﻳﻢ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺧﻠﻔﻪ : ﻳﺎ ﻛﺮﻳﻢ
ﻓﻤﻀﻰ ﺍﻷﻋﺮﺍﺑﻲ ﺇﻟﻰ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﺏ
ﻭﻗﺎﻝ : ﻳﺎ ﻛﺮﻳﻢ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺧﻠﻔﻪ : ﻳﺎ ﻛﺮﻳﻢ
ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ ﺍﻷﻋﺮﺍﺑﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﻗﺎﻝ : ﻳﺎ
ﺻﺒﻴﺢ ﺍﻟﻮﺟﻪ ، ﻳﺎ ﺭﺷﻴﻖ ﺍﻟﻘﺪ ، ﺃﺗﻬﺰﺃ ﺑﻲ
ﻟﻜﻮﻧﻲ ﺃﻋﺮﺍﺑﻴﺎً ؟ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻮﻻ ﺻﺒﺎﺣﺔ
ﻭﺟﻬﻚ ، ﻭﺭﺷﺎﻗﺔ ﻗﺪﻙ ، ﻟﺸﻜﻮﺗﻚ ﺇﻟﻰ
ﺣﺒﻴﺒﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺗﺒﺴﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﻭﻗﺎﻝ : ﺃﻣﺎ ﺗﻌﺮﻑ ﻧﺒﻴﻚ ﻳﺎ ﺃﺧﺎ ﺍﻟﻌﺮﺏ ؟
ﻗﺎﻝ ﺍﻷﻋﺮﺍﺑﻲ : ﻻ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ : ﻓﻤﺎ ﺇﻳﻤﺎﻧﻚ ﺑﻪ ؟
ﻗﺎﻝ : ﺁﻣﻨﺖ ﺑﻨﺒﻮﺗﻪ ﻭﻟﻢ ﺃﺭﻩ ، ﻭﺻﺪَّﻗﺖ
ﺑﺮﺳﺎﻟﺘﻪ ﻭﻟﻢ ﺃﻟﻘﻪ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ : ﻳﺎ ﺃﻋﺮﺍﺑﻲ ، ﺍﻋﻠﻢ ﺃﻧﻲ ﻧﺒﻴﻚ
ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺷﻔﻴﻌﻚ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ
ﻓﺄﻗﺒﻞ ﺍﻷﻋﺮﺍﺑﻲ ﻳﻘﺒـِّﻞ ﻳﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ : ﻣﻪ ﻳﺎ ﺃﺧﺎ
ﺍﻟﻌﺮﺏ ، ﻻ ﺗﻔﻌﻞ ﺑﻲ ﻛﻤﺎ ﺗﻔﻌﻞ ﺍﻷﻋﺎﺟﻢ
ﺑﻤﻠﻮﻛﻬﺎ ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻌﺜﻨﻲ
ﻻ ﻣﺘﻜﺒﺮﺍً ﻭﻻ ﻣﺘﺠﺒﺮﺍً ، ﺑﻞ ﺑﻌﺜﻨﻲ ﺑﺎﻟﺤﻖ
ﺑﺸﻴﺮﺍً ﻭﻧﺬﻳﺮﺍً
ﻓﻬﺒﻂ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻪ : ﻳﺎ
ﻣﺤﻤﺪ، ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﻘﺮﺋﻚ ﺍﻟﺴﻼﻡ ، ﻭﻳﺨﺼﻚ
ﺑﺎﻟﺘﺤﻴﺔ ﻭﺍﻹﻛﺮﺍﻡ ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻚ : ﻗﻞ
ﻟﻸﻋﺮﺍﺑﻲ ، ﻻ ﻳﻐﺮَّﻧﻪ ﺣﻠﻤﻨﺎ ﻭﻻ ﻛﺮﻣﻨﺎ ،
ﻓﻐﺪﺍً ﻧﺤﺎﺳﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ،
ﻭﺍﻟﻔﺘﻴﻞ ﻭﺍﻟﻘـِﻄﻤﻴﺮ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻷﻋﺮﺍﺑﻲ : ﺃﻭ ﻳﺤﺎﺳﺒﻨﻲ ﺭﺑﻲ ﻳﺎ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ؟
ﻗﺎﻝ : ﻧﻌﻢ ﻳﺤﺎﺳﺒﻚ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻷﻋﺮﺍﺑﻲ : ﻭﻋﺰﺗﻪ ﻭﺟﻼﻟﻪ، ﺇﻥ
ﺣﺎﺳﺒﻨﻲ ﻷﺣﺎﺳﺒﻨﻪ
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﻭﻋﻠﻰ
ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺤﺎﺳﺐ ﺭﺑﻚ ﻳﺎ ﺃﺧﺎ ﺍﻟﻌﺮﺏ؟
ﻗﺎﻝ ﺍﻷﻋﺮﺍﺑﻲ : ﺇﻥ ﺣﺎﺳﺒﻨﻲ ﺭﺑﻲ ﻋﻠﻰ
ﺫﻧﺒﻲ ﺣﺎﺳﺒﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻐﻔﺮﺗﻪ ، ﻭﺇﻥ
ﺣﺎﺳﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﻴﺘﻲ ، ﺣﺎﺳﺒﺘﻪ ﻋﻠﻰ
ﻋﻔﻮﻩ، ﻭﺇﻥ ﺣﺎﺳﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﺨﻠﻲ ﺣﺎﺳﺒﺘﻪ
ﻋﻠﻰ ﻛﺮﻣﻪ
ﻓﺒﻜﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺣﺘﻰ ﺍﺑﺘﻠﺖ ﻟﺤﻴﺘﻪ .
ﻓﻬﺒﻂ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﻗﺎﻝ : ﻳﺎ ﻣﺤﻤﺪ ،
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﻘﺮﺋﻚ ﺍﻟﺴﻼﻡ ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻚ : ﻳﺎ
ﻣﺤﻤﺪ ﻗﻠـّﻞ ﻣﻦ ﺑﻜﺎﺋﻚ ﻓﻘﺪ ﺃﻟﻬﻴﺖ ﺣﻤﻠﺔ
ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻋﻦ ﺗﺴﺒﻴﺤﻬﻢ ﻭ ﻗﻞ ﻷﺧﻴﻚ
ﺍﻷﻋﺮﺍﺑﻲ ﻻ ﻳﺤﺎﺳﺒﻨﺎ ﻭﻻ ﻧﺤﺎﺳﺒﻪ ﻓﺈﻧﻪ
ﺭﻓﻴﻘﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻪ .
* ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺭﻓﻘﺎﺀ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ
ﻣﻦ ﻓﻀﻠــﻚ ﺍﻧﺸﺮﻫﺎ...ﻭﺍﻟﺪﺍﻝﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻴﺮ
ﻛﻔﺎﻋﻠﻪ