الحمد لله رب العالمين ، لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه ، يصيب برحمته من يشاء ، سبقت رحمته غضبه ، واسع المغفرة والفضل ، يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ، وذو مغفرة للناس علي ظلمهم وذو عقاب شديد .
وأشهد أن لا إله الا الله :
الله ربي لا أريد سواه .............. ما في الوجود حقيقة الاه
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله علي حين فترة من الرسل أن تقولو ما جاءنا من بشير ونذير ، فقد جاءكم بشير ونذير ، وجبت الجنة لمن أطاعه ، والنار لمن خالف أمره وعصاه .
ورضي الله عن سادتنا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والتابعين وتابعيهم الي يوم الدين .
وبعد .
فإن الله تعالي خلق السماء والأرض ، وأخبر انه ما خلقها باطلا أو هملا ، فقال وهو الحق ( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفرو فويل للذين كفرو من النار )
فتأملو في ملكوت السماء والأرض وانظرو ما خلق الله فيها من كائنات ومخلوقات ، وانظرو في السماء وارتفاعها ، والأرض واتساعها ، والبحار وما تحويه من عالم قد لا نعلم عنه الكثير ، والأنهار وما يجري فيها من ماء عذب سائغ للشاربين .
وتأملو في الحيوانات وتنوعها ، والزروع واختلافها ، والطيور وعظمتها ، بل انظرو الي ما في أنفسكم .
أليس كل هذا يدل علي خالق عظيم هو الله .
( ومن ءاياته أنك تري الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتي )
( خلق السموات والارض بالحق يكور الليل علي النهار ويكور النهار علي الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمي ألا هو العزيز الغفار )
( وإن تعدو نعمة الله لا تحصوها )
فإذا علمت ذلك : ألا يجب عليك أن تسأل عن هذا السر العظيم الذي خلق الله من اجله كل هذا ؟؟؟؟؟؟؟
اسمع الي ما يقوله المولي عز وجل عن اجابة هذا السؤال ؟؟؟؟؟؟
( يابن آدم : خلقتُ الأشياء كلها من أجلك وخلقتُك من أجلي
فسِر في طاعتي يُطِعك كل شئ )
فانظر رحمك الله : فإن كل هذا العالم هو ملك لك ، خلقه الله لك ، وسخر كل شئ لخدمتك :
ماء عذب للشراب ، وطعام مختلف الوانه ، ودواب متعددة أغراضها ، وأرض تفيد بخيراتها ، وسماء تظلك ، وشمس تضئ لك بالنهار ، وقمر بالليل ، ونجوم وكواكب ، وصحة وعافية ، وبصر وبصيرة ، ونظر وتفكير ، وسمع وتدبر ،........ فالحمد لله علي نعمه.
فإذا علمت ذلك : أصبح عليك أن تعلم سؤالا اخر وهو : لماذا خلقك أنت أيها الانسان ؟؟؟؟؟
فإذا قرأت هذا السؤال فتمهل عنده كثيرا قبل أن تقرأ ما بعده ، لأنه سؤال هام ، بل قد يكون أهم سؤال من الممكن أن تسمعه أذناك ، لأن اجابة هذا السؤال قد خلقت من اجلها الارض والسموات ، وانقسمت الخليقة الي سعداء واشقياء ، ولأجلها حقت الحاقة ووقعت الواقعة ، وزلزلت الارض زلزالها وأخرجت الارض أثقالها ، ولأجلها أرسلت الرسل ، ونزلت الكتب وشرعت الشرائع ، ولأجلها كانت الحياة ، ولأجلها تنتهي الحياة ، لأجلها خلقت الجنة والنار ولأجلها نصب الصراط ونصبت الموازين .
قال تعالي ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون )
وقال ( بل الله فاعبد وكن من الشاكرين )
وقال ( واعبدو الله ولا تشركو به شيئا )
فأوضح ان الغاية العظمي هي عبادة الله رب العالمين ، بأن تشهد أن لا اله الا الله ، لا تعبد الا اياه ، لا تعمل الا له ، لا تتوكل الا عليه ، لا توالي الا ولا تعادي الا فيه .
وللحديث بقيه بإذن الله
