عوائق في طريق العمل الخيري :
أقول لك أختي المتطوعه للعمل الخيري أولكل أخت نوت الانضمام الى قافلة الخير ...إليك بعض العوائق التي قد تقف في طريقك فتجعل الإنتاج قليلاً والهمة ضعيفة مما يبطىء العمل او قد يوقفه منها :
1- احذري تلبيس إبليس عليك بأمور كثيرة منها ان يقلل مما تعملينه في نظرك فيجعلك تظنين ان عملك في هذا المجال ليس بذي قيمة أو يخوفك من أن يؤثر عملك التطوعي على تربيتك لابنائك أو اهتمامك بزوجك ولكن ... تذكري أنك والحمد لله مسلمة وأن لهذا الدين حقوق عليك عظيمة وكثيرات من نساءنا يقضون فتره الضحى دون إستفاده فمنهن من تصرفها في النوم ، أو الأسواق أو للمحادثه في الهاتف .. ومع ذلك لم يلبس عليها إبليس .
استعيني بالله وأقدمي فبالتوكل على الله والاكثار من الدعاء بان يقويك الله ويسدد خطاك وان يبارك لك في الوقت تستطعين باذن الله التوفيق بين اعبائك المنزليه وعملك التطوعي بحيث لا يطغى جانب على جانب وهذا يحتاج الى تضحية وجهد ... وتذكري ايضاً أن إبليس لم يثنيك الا عن عمل الخير .. وإلا فإن أعداءنا يعملون بجهد وتضحيه لباطلهم ومع ذلك لم يثبطهم الشيطان ولم يثنهم لان قلوبهم خربه .. ولكن المستهدف دائماً هي القلوب العامرة بالايمان التي تسعى لتحقيق الافضل للاسلام والمسلمين .
2- احذري : الكسل والفتور فانه يقعد بك عن العمل ويضيع الأوقات والفرص والمناسبات ، فالبعض قد يفتح له باب من أبواب الخير فيلج فيه ولكن ما أن تمر أيام أو تعصف أدنى مشكله أو تقف أمامه عقبه إلا وترك هذا الطريق ، وتمضي سنوات بدون فائده ، وما ذاك إلا انه فتح لهم باب فاعرضوا عنه وقد لا يفتح هذا الباب مرة أخرى فتمسكي أختي بما أنتِ فيه ولا تدعي الفرصة تفوتك فأن عمرك فرصة والأيام تطوى والمراحل تقضى .
3- احذري : الرياء والسمعه فانه يقتل العمل وقد يحبطه .
4- احذري حظوظ النفس : التي من أبرزها الأنانية فالنفس البشرية ضعيفة تحب أن ينسب لها العمل وتحب المدح والثناء حتى تشعر أنها اعلم الناس وأحسن الناس وهذا لمن أرادت الدنيا فهي تنسب عمل الجماعة لها.. وأنها صاحبه الفكرة .. والتنفيذ وتتناسى دور من معها ومن أعانها قال تعالى : ( لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم ) أما من أرادت الآخرة فهي تقتل حظوظ النفس وتميتها وان عملت لا تحب أن ينسب لها شيء لأنها ترى أن كل ما تقدمه حقير في جنب الله عز وجل .
5- احذري : التذمر والتشكي فإن ذلك من أنواع المنة والعياذ بالله بل كوني صامتةً محتسبه .
6- إيــــــاك : والانقطاع عن العمل فالكثيرات يأخذهن الحماس ليوم أو ليومين لكنها بعد ذلك تتوقف عن العمل ، والعمل المستمر وإن كان قليلا فانه أدعى للاستمرار كما قال صلى الله عليه وسلم ( أحب العمل إلى الله ادومه وإن قل ) .
7- تجنبي :الحقد والحسد والكبر وطهري قلبك قال الغزالي : ( والقلب : بيت هو منزل الملائكة ومهبط أثرهم ومحل استقرارهم والصفات الرديئة مثل الغضب والشهوة والحقد والحسد والكبر والعجب وأخواتها كلاب نابحة فأنى تدخله الملائكة وهو مشحون بالكلاب ) يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبه من كبر )
8- ابتعــدي : عن الاندفاع والعجلة فمن تعمل في مجال العمل الخيري التطوعي ترى أن الساحة تحتاج إلى أضعاف الجهود المبذولة وهذا قد يدفع البعض إلى التسرع والعجلة رغبة في تحصيل الخير وسد الثغرات .. والعمل الخيري يحتاج إلى الأنـاة وعدم العجلة وإعطاء الأولويات حقها وليكن الرفق واللين حاديك فإنه أدعى للقبول .
9- إياك : والخلافات مع القائمات على العمل الخيري فان هذا داء خطير وقد قال تعالى : ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) فالتنازع مدعاة إلى اختلاف النفوس وحدوث الشحناء والبغضاء والتصادم ، ومن ثمَ الانقطاع عن العمل الخيري ، كم التنازع والاختلاف يذهب رحمه الله وبركته فلا بد إذا من التعاون والتكاتف في العمل الخيري ولننسق فيما بيننا حتى لا تتبعثر الجهود وتذهب الطاقات .
10- احذري : حب الرياسة و التصدر فإنها مهلكة للنفس الضعيفة جالبة للرياء و السمعة قال الفضيل بن عياض : ( ما احب أحد الرياسة إلا أحب ذكر الناس بالنقائص و العيوب ليتميز هو بالكمال و يكره أن يذكر الناس أحداً عنده بخير ، و من عشق الرياسة فقد تودع من صلاحه )
11- و إذا :أعطيت مسئولية ما في العمل الخيري فاياك و الاستبداد بالرأي فمسئوليتك و منصبك تكليف و ليس بتشريف ، إستمعي للاخرين و شاوريهم و ليكن هديك هدي المصطفى صلى الله عليه و سلم الذى خاطبه ربه بقوله ( و شاورهم في الامر ) فينبغي إحترام آراء الاخرين و إحترام مشاعرهم و إعطائهم الفرصة لابداء وجهات نظرهم و تشجيعهم على ما يقومون به من أعمال حتى تستمر السفينة فى سيرها .
12- احــــذري : اليأس وعليك بالتفاؤل وحسن الظن بالله عز وجل فإن هذا باب لانشراح الصدر وزيادة العمل .
13- إيـــــاك : تصيد الاخطاء والزلات والتجريح والتشهير بالآخرين فإن هذا المنهج والعياذ بالله قد ابتلى به بعض الناس من الذين لاهم لهم ولاعلم سوى تصنيف الناس والبحث عن زلاتهم وأخطائهم ومعلوم أن كل من يعمل يخطئ ، يقول الإمام الشافعي : ( لو أصبت تسعاً وتسعين واخطأت واحدة لأخذوا الواحدة وتركوا التسع والتسعين ). فلنكن عوناً لأخواتـنا على الشيطان ولا نكن عوناً للشيطان عليهن .. بل ننصحهن ونكرر النصح وندعوا لهن بالهداية والتثبيت .
نماذج مضيئه في عمل الخير :
واليك أختي الفاضله نماذج من سلفنا الصالح رضوان الله عليهن .. وكيف تطوعن للعمل الخيري .. وكيف استغلت كل واحدة منهن رضى الله عنهن وقتها في عمل الخير ونقول :
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه با لكرام فــــــــــــــلاح
على راس هؤلاء :
خديجه بنت خويلد أم المومنين رضي الله عنها / فقد بذلت جهدها ومالها في مؤازرة الرسول صلى الله عليه وسلم فقال عنها ( وواستني في مالها اذ حرمني الناس )
ومنهن أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها / التي قال عنهـــا الرسول صلى الله عليه وسلم ( أسرعكن لحاقاً بي أطولكن يداً ) رواه مسلم والمقصود بطول اليد : كثرة مدها بالعطاء للفقراء ، فقد كانت رضي الله عنها تعمل بيدها وتتصدق على الفقراء وتقول عنها عائشه رضي الله عنها : ( ولم أر أمراة قط خيراً في الدين من زينب بنت جحش ، وأتقى لله وأصدق حديثاً وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد إبتذالاً لنفسها في العمل الذي تتصدق به وتتقرب به لله تعالى ) رواه مسلم ج 7/136
وهذه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها : تضحي بنطاقها وتشقه نصفين وهو أغلى وأثمن ما تملك رضي الله عنها تقول ( صنعت سفره للنبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر حين أراد المدينه فقلت لأبي : ما أجد شيئاً أربطه الإ نطاقي قال : فشقيه ففعلت فسميت ذات النطاقين ) رواه البخارى .
فمن منا تفعل كفعلها رضي الله عنها وتضحي بفضول وقتها ومالها في سبيل الله وتعين على رفعة أمر الدين وتيسير حاجات الفقراء والمساكين .
ومنهن الشفاء بنت عبدالله / التي كانت تقوم بتعليم نساء النبي صلى الله عليه وسلم ــ خاصة حفصة رضي الله عنها ــ القراءة والكتابة .
وفي مجال الجهاد والغزو : ( هذه أم عطيه ) تقول ( غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أخلفهم في رحالهم وأصنع لهم الطعام ) رواه مسلم .
وهذه أم سليم بنت ملحان رضي الله عنها / بحبها للخير وخدمة المسلمين فقد كانت يوم أحد هي وعائشه رضي الله عنها تنقلان القرب على متونهما ثم تفرغانه في افواه الصحابه ثم ترجعان فتملانهما وهكذا ويقول عنها أنس رضي الله عنه : كان رسول الله عليه وسلم يغزو بأم سليم ونسوة من الانصار اذا غزا يداوين الجرحى .
وممن جاء بعدهن رضي الله عنهن جميعاً :
أمراه أسمها آمنه بنت الشيخ أسماعيل بن عبدالله الحلبي المعروفه بالنقاش : امراة عاقله سديده الراى حازمه عاليه الهمه تحب العلماء والصلحاء وكانت تدور على بيوت الفقراء وتتفقدهم بالعطايا الوافرة والصلات النافعه ومن مآثرها الكبيره ( المدرسه الإصلاحيه ) أسستها سنه 730 هـ ورتبت فيها اماماً وقيماً ومدرساً للشرع كما أبتنت عدة مدارس ومساجد ، إن المهمه التي تكفلت بها آمنه لم تكن فقط تفقد بيوت الفقراء وانما كانت تسال عن أحوالهم لا لإضاعه الوقت بالحديث وانما لتبني على هذا الحديث عملاً خيرياً أيجابياً يعود على الأمه بالنفع والخيرالمرجع / معجم النساء اليمنيات ، عبدالله الحبشي /18
السبت أبريل 14, 2012 5:15 pm من طرف admin