معلم لغة قال للتلميذ: قف وأعرب يا ولدي:
"عشق المغترب تراب فلسطين "
وقف الطالب واعرب الجملة ولكن بطريقة مختلفة ليتعلمها التلاميذ
و قال:
عشق: فعل صادق مبني على أمل يحدوه إيمان واثق بالعودة الحتمية.
المغترب: فاعل عاجز عن أن يخطو أي خطوة في طريق تحقيق الأمل، وصمته هو أعنف ردة فعل يمكنه أن يبديها.
تراب: مفعول به مغصوب وعلامة غصبه أنهار الدم وأشلاء الضحايا والقتلى.
فلسطين: مضافة إلى تراب مجرورة بما ذكرت من إعراب تراب سابقا.
تفاجأ الطلاب والمعلم فابتسم المعلم وعلم ما يريد أن يصل إليه الطالب للتلاميذ واراد ان يسمع من الطالب الكثير .. فقال : يا ولدي مالك غيرت فنون النحو وقانون اللغة؟!
يا ولدي إليك محاولة أخرى:
"صحت الأمة من غفلتها" أعرب:
قال الطالب:
صحت: فعل ماضي ولىّ، على أمل أن يعود.
والتاء: تاء التأنيث في أمة لا تكاد ترى فيها الرجال.
الأمة: فاعل هدَّه طول السبات حتى أن الناظر إليه يشك بأنه لا يزال على قيد الحياة.
من: حرف جر لغفلة حجبت سحبها شعاع الصحو.
غفلتها: اسم عجز حرف جر الأمة عن أن يجر غيره.
والهاء ضمير ميت متصل بالأمة التي هانت عليها الغفلة، مبني على المذلة التي ليس لها من دون الله كاشفة.
فدمعت عين المعلم وقال متأثرا: مالك يا ولدي نسيت اللغة وحرفت معاني التبيان؟؟
قال الطالب : لا يا أستاذي، لم أنس، لكنها أمتي، نسيت عز الإيمان، وهجرت هدي القرآن، صمتت باسم السلام، وعاهدت بالاستسلام ، دفنت رأسها في قبر الغرب.
معذرة حقاً أستاذي، فسؤالك حرك أشجاني، ألهب منّي وجداني.
معذرة يا أستاذي، فسؤالك نارٌ تبعث أحزاني، و تهد كياني، وتحطم صمتي، مع رغبتي في حفظ لساني.
عفواً أستاذي، نطق فـــؤادي قبل لساني.
امرأة في ( أريتيريا ) تُعذب !
وأخرى في ( سوريا ) تُغتصب !
وثالثة بـ ( الصومال ) تئنّ جوعاً !
ورابعة في ( أركان ) تهان !
وخامسة في سجون ( العراق ) تذل !